معاملة الرسول -عليه الصلاةُ والسلام-
بعثَ الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- ليكونَ خاتمَ الأنبياء والمرسلين، وقد كان -عليه الصّلاة والسّلام- قدوةً للعالمين في سلوكه وتعامله مع النّاس، حتّى وُصف بأنّه كان قرآناً يمشي على الأرض؛ لِصفات الكمال التي اتصف بها وجعلتْه خيرَ النّاس وسيّد بني آدم، في هذا المقال سنتحدّثُ عن مظاهر تعاملِ الرسول الكريم مع النساء.
مظاهر تعامل الرّسول مع النّساء
من بين فئات المجتمع التي عُني بها النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- وخصّها بالمعاملة الحسنة فئةُ النّساء، وقد تجلّت مظاهر اهتمام النّبي الكريم بالنّساء في المجتمع كما يلي:
- دعوة رجال الأمّة إلى الرّفق بالنّساء وحُسن التّعامل معهنّ، وقد تجلّى ذلك في حثّه لسائق الإبل أنجشة أن يترفّق في سيره حتّى لا يؤذي نساء النّبي، حينما قال له: (يا أنجشه رويدك سوقاً بالقوارير)، وفي هذا الحديث الشّريف تشبيهٌ للنّساء بالقوارير في رقّة طباعهنّ وأحاسيسهنّ، وضعف بنيتهنّ الجسديّة والنفسيّة، وهذا ما يستدعي حسنُ التّعامل معهنّ، واجتناب كلّ ما يؤذيهنّ من قولٍ أو فعل.
- الوصيّة بالنّساء خيراً، فلم ينسَ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في حجّة الوداع أن يذكّر رجال الأمّة بحقّ نسائهنّ عليهم، وإنّ الوصيّة لتدلّ على أهميّة الموصى به، كما تدلّ على خشية الموصي من ظلم النّاس لمن يوصي له بعد وفاته.
- نهي النّبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإساءة إلى النّساء بالضّرب أو التحقير، فقد أعلى النبيُّ الكريم من شأنِ المرأة في مجتمع النبوّة، وقد نهى في بادئ الأمر عن ضرب النّساء ثمّ روي أنّه رخّص في ذلك عندما تعالت ونشزت النّساء، فكثرت شكايات النّساء عندها، وقدمتْ إلى بيت النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يشكينَ أزواجهنّ، فقام النّبي الكريم خطيباً في جموع النّاس مبيّناً أنّ من يقوم من رجال الأمّة بضرب النّساء ليس من خيار رجال الأمّة.
- السّماح للمرأة بالتّعبير عن مشاعرها وأحاسيسها التي تنمّ عن محبّتها لزوجِها، ففي الأثر أنّ إحدى زوجات النّبي أهدت له طبقاً من طعامٍ في بيت عائشة، وعندما رأته عائشة أخذتها الغيرة الشّديدة فقامت بكسره، فلم يقابل النّبي الكريم هذا السّلوك بالغضب أو العنف أو التقريع، ولم يزد على أنّه ابتسم قائلًا: ((غارت أمُّكم))، وطالبَ السّيدة عائشة بطبق مقابله.
- السّماح للنّساء بحضور الفعاليّات التي يقيمها المجتمع وتبثّ الفرحة في النّفوس، فقد ثبت عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه سمح للسّيدة عائشة بمشاهدة رجال الحبشة الذين كانوا يرقصون في فناء مسجد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-.
- دعوته -عليه الصّلاة والسّلام- للصّبر على النّساء؛ فلعلّ الإنسان يكرهُ من زوجته خلقاً ويرضى منها آخر.